الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرآن كلام رب العالمين ووحيه، أنزله بلسان عربي مبين، وجعله كتابا ميسرا. قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ.{الشعراء: 195،194،193،192}
وقال سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ. {القمر:17}.
وليس في القرآن تعقيد كما ذكرت، ولا يجوز أن يوصف القرآن بكونه كذلك، ولكن استنباط الأحكام منه يحتاج إلى بلوغ الإنسان مستوى معينا من الأهلية لذلك.
وإذا حصل شيء من الاختلاف بين العلماء في فهم نص من نصوص القرآن فليس ذلك لتعقيد في القرآن وإنما لاختلافهم في مستوى الفهم أحيانا، فقد يوفق الله تعالى بعض الناس إلى فهم النص المعين، ولا يحصل ذلك لآخرين.
روى البخاري عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن.
وقد ذكرنا جملة من أسباب اختلاف الفقهاء في الأحكام وذلك بالفتوى رقم: 26350 فنرجو مراجعتها لمزيد الفائدة.
وننبه إلى أن السنة مصدر للتشريع وحجة كما أن القرآن حجة، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله. قال تعالى: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ. {النساء:80}.
ولا يجوز في استنباط الأحكام الشرعية أن يقتصر على القرآن دون السنة.
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم :38113.
والله أعلم.