الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يبعدُ أن يكون ما تشعرين به نوعاً من مس الشيطان وتلبسه بكِ، فإن كثرة الضراط عند سماع الأذان من صفات الشيطان لعنه الله، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أذن بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط ، حتى لا يسمع التأذين ، فإذا سكت المؤذن أقبل، فإذا ثوب أدبر ، فإذا سكت أقبل ، فلا يزال بالمرء يقول له: اذكر ما لم يكن يذكر، حتى لا يدري كم صلى.
فعليكِ أن تكثري من الذكر وقراءة القرآن وتبالغي في ذلك ، وتجتهدي في أنواع العبادات، واستعمال الرقى الشرعية. وانظري الفتوى رقم: 4310، مع الالتجاء إلى الله عز وجل ودعائه حتى يُذهب عنكِ ما تجدين.
وأما إن كان ما ذكرته لا يعدو أن يكون وهماً أو وسوسة أو أمراً عارضا حصل في بعض المرات اتفاقاً، فلا ينبغي أن تعولي عليه، بل عليكِ أن تقبلي على شأنك، وتجتهدي في عبادة ربك غير مكترثةٍ بهذا الأمر، إذ ربما يكونُ فتح بابه مجلبةً لشر عظيم، وموقعاً في الوسوسة التي هي من أعظم الأدواء التي تصيب العبد.
والله أعلم.