الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسلوك طريق طلب العلم هو سلوك طريق الرفعة والعز؛ كما قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة: 11}.
وحب العلم وسلوك سبيله هو سلوك سبيل الجنة؛ ففي الحديث الصحيح: وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ. رواه مسلم .
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفقه في الدين من علامة إرادة الله بالعبد خيرا فقال: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. رواه البخاري ومسلم.
ووسائل التعلم كثيرة وميسرة على من يسرها الله عليه فمنها: حضور دروس العلم ، والقراءة في الكتب النافعة المفيدة، ومتابعة بعض القنوات الفضائية الهادفة كقناة المجد العلمية، وقناة الحكمة، وقناة الرحمة، ففيها خير كثير ودروس وعلم نافع، والاستماع إلى الدروس المسجلة على اسطوانات الحاسب الآلي وفيها شروح لكثير من العلماء الفضلاء في كافة فروع العلم من العقيدة والفقه والأخلاق وغيرها، أو الأشرطة النافعة، وفي الانترنت مواقع عديدة تقدم العلم النافع، وموقعنا هذا نحسبه من خيرة المواقع في ذلك إضافة إلى مواقع العلماء الفضلاء كالشيخ ابن باز وابن عثيمين وصالح الفوزان وغيرهم كثير، وإن أمكن أن يكون لك صحبة من الأخوات المجتهدات وتذاكرن مع بعضكن البعض فهو خير، ومع إخلاص النية والاجتهاد فإن الله ييسر ذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابْن أَبِي عَاصِم وَالطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة مرفوعا: يَا أَيّهَا النَّاس تَعَلَّمُوا، إِنَّمَا الْعِلْم بِالتَّعَلُّمِ، وَالْفِقْه بِالتَّفَقُّهِ، وَمَنْ يُرِدْ اللَّه بِهِ خَيْرًا يُفَقِّههُ فِي الدِّين. وإِسْنَاده حَسَن كما قال الحافظ ابن حجر.
وقد ذكرنا خطوات طلب العلم في الفتوى رقم: 36564، وطرق تحصيله في الفتوى رقم:4131، وذكرنا أن طالب العلم يستغل كل وسيلة للعلم مرئية ومسموعة في الفتوى رقم: 27137، وذكرنا كتبا هامة لدراسة العقيدة في الفتوى رقم: 4412، وذكرنا نصائح لطلب العلم والحفظ في الفتوى رقم: 8563، وذكرنا العلوم الواجب على المكلف تعلمها في الفتوى رقم: 15872، وفي موقعنا محاور كثيرة لطلب العلم ما بين مقروء ومسموع، فراجعي ذلك ففيه فوائد كثيرة، ونسأل الله لك التوفيق .
والله أعلم.