الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن محادثة المرأة للرجال الأجانب عن طريق الانترنت أو غيره يعتبر أمرا محرما، وإذا كانت المرأة متزوجة كانت الحرمة أشد، ولا يسوغ هذه المحادثة كونها مجرد شات كتابي أو أحاديث عبر الهاتف. فالواجب عليك المسارعة إلى التوبة واجتناب مثل هذه المكالمات.
وقد أحسنت بتسمية هذا الأمر فضولا، ولكن اعلمي أن السلف قديما قالوا: إياك والفضول فإن حسابه يطول اهـ.
وأحسن من هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، فانظري كيف جرك ذلك الفضول إلى هذه العواقب السيئة من البعد عن الله وقسوة القلب، وفقد الشعور بلذة الطاعة وحلاوة العبادة، وقد استدرجك الشيطان إلى ذلك، وإن لم تتداركي نفسك وترجعي إلى ربك وتتوبي إليه، قد يقودك إلى ما هو أعظم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21}.
ومما يمكن أن يعينك في تصحيح المسار عدة أمور نذكر منها:
أولا: استحضارك رقابة الله عز وجل عليك، قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {النساء: 1}.
ثانيا: كثرة ذكرك للموت والخشية من أن يفجأك وأنت على معصية، قال الله سبحانه: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ {الزمر:54}.
ثالثا: أن تستشعري أن الفراغ نعمة تسألين عنها أمام الله تعالى، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. فاستثمري هذا الفراغ فيما ينفعك من أمر دينك ودنياك.
رابعا: عليك بالحرص على مصاحبة الصالحات اللائي يذكرنك بالله إذا نسيت ويكن عونا لك إذا ذكرت.
وأما بالنسبة لإنجاب الذرية فننصحك بالتوجه إلى الله تعالى فإنه على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، قال تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ{الشورى:49}. وراجعي الفتوى رقم: 15268.
والله أعلم.