الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الفتاة لا تكفر بقولها هذا، والواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، عسى الله أن يتوب عليها؛ قال سحنون: قلت لعبد الرحمن بن القاسم: أرأيت إن قال الرجل: أنا كافر بالله إن فعلت كذا وكذا، أيكون هذا يميناً في قول مالك؟ قال: قال مالك: لا يكون هذا يميناً، ولا يكون كافراً حتى يكون قلبه مضمراً على الكفر، وبئس ما صنع. المدونة.
وقال ابن حجر: قال ابن المنذر: اختلف فيمن قال: أكفر بالله ونحو ذلك إن فعلت، ثم فعل. فقال ابن عباس، وأبو هريرة، وعطاء، وقتادة، وجمهور فقهاء الأمصار: لا كفارة عليه، ولا يكون كافراً إلا أن أضمر ذلك بقلبه. وقال الأوزاعي، والثوري، والحنفية، وأحمد، وإسحاق: هو يمين وعليه الكفارة. قال ابن المنذر: والأول أصح، لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله. ولم يذكر كفارة. زاد غيره: ولذا قال: من حلف بملة غير الإسلام فهو كما قال. فأراد التغليظ في ذلك حتى لا يجترئ أحد عليه. فتح الباري. وانظري للفائدة الفتوى: 66748.
والإقلاع عن الذنوب لا يكون بمثل هذه السبل والألفاظ والأيمان، وإنما يكون بتحقيق الإيمان ومخافة الرحمن، وقد سبق لنا بيان وسائل تقوية الإيمان وتحقيق الاستقامة، وذكر نصائح لاجتناب المعاصي وبيان شروط التوبة، في الفتاوى التالية: 10800، 1208، 93700، 5450. على الترتيب.
فعليك ـ أختي السائلة ـ أن تذكري صاحبتك بالله ترغيباً وترهيباً، وتعينيها على سلوك سبيل الهداية والصلاح، وإذا كانت معصيتها متعلقة بالاختلاط برجل أو رجال أجانب مثلاً، فإن عليها السعي في الحصول على زوج يعفها.