الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيظهر من السؤال أنك معذور لأنك لم تتعمد الإيذاء أو المضايقة، بل ما حدث كان سببه النسيان، والنسيان مما رفعت المؤاخذة به عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا. قال الله: قد فعلت.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وعليه فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى، ولا بأس بأن تدعو لصاحبي السيارتين بالخير، وإكثارك من الحسنات مطلوب على كل حال، وهو أشد طلباً لو شككت أنك أسأت لأحد فهذا مما يمحو الله به الإساءة كما قال سبحانه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}.
وقد تكلمنا عن حكم ما صدر من المكلف من أقوال وأفعال دون قصد في فتوى سابقة وهي تحت الرقم: 27509.
والله أعلم.