الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمبالغة في الحب والبغض أمر غير محمود، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وصححه الألباني.
أما عن سؤالك، فإن المنهي عنه شرعاً هو البيع على بيع المسلم والشراء على شرائه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَىَ بَيْعِ بَعْضٍ. متفق عليه، قال النووي في شرح مسلم: فمثاله أن يقول لمن اشترى شيئا في مدة الخيار: افسخ هذا البيع، وأنا أبيعك مثله بأرخص من ثمنه أو أجود منه بثمنه ونحو ذلك. وأما ما فعلته من إخبار الزبائن عن محلك الجديد، فليس فيه مخالفة شرعية، وليس من حق هذا الرجل أن يعترض على ذلك، وأن يعاديك من أجله.
والواجب عليك ألا تقاطعه أكثر من ثلاثة أيام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه.
وينبغي أن تبين له أنك لم تفعل شيئاً مخالفاً للشرع، ولم تقصد الإضرار به، ويمكنك أن تستعين ببعض أهل الدين والمروءة ليصلحوا بينكما.
وننصحك بأن تحذر من نزغات الشيطان، وألا تقابل الإساءة بمثلها، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34}.