الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الخطأ ظن بعض المسلمين أن تحريم تصميم المواقع على الإنترنت مقتصر على المواقع الإباحية فحسب، والصواب أن تصميم أي موقع فيه مخالفة شرعية حرام، مع العلم بتفاوت المحرمات من حيث الرتبة والإثم.
فالمواقع المحتوية على الموسيقى والغناء، أو على صور العورات، أو الكلمات الخبيثة والداعية إلى الرذيلة، وكذلك مواقع الدردشة المختلطة بين الجنسين على وجه مخل ـ كل ذلك مما يحرم تصميمه وإنشاؤه. فقد نهى الله تعالى عن التعاون على الإثم، فقال: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : 100729.
والسائل الكريم قد ذكر احتواء موقعه على صور تكشف بعض عورات النساء, بعض مقاطع الموسيقى، وقد عرف حكم ذلك فليجتنب ما هو محرم وليقتصر على ما هو مباح نافع.
وكذلك المشاهد المضحكة، إن كانت تحتوي على الكذب المحرم فهي محظورة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.
ويحسن أن ننبه على أن كثرة الضحك والمبالغة فيه مما يضر ولا ينفع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. هذا بخلاف التبسم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وأحمد. وصححه الألباني.
وقد سبق لنا بيان حكم اقتباس المقاطع والمواد من الإنترنت في الفتوى رقم: 112337.
والله أعلم.