الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نطلع على كامل هذه الرواية، وإنما اطلعنا على الفصل الأول، ثم بعض الجمل المنقولة منها، ومن الظاهر جدا أن فيها من المحاذير الشرعية شيء عظيم الخطب عريض الخطر، فظاهر من بدايتها تحرر الكاتب من أحكام الشريعة وقيود العرف معا، وعزوفه عن البيئات المتدينة وميله للانخراط في المجتمعات الإباحية.
ففي بداية القصة تجد كاتبها يقول: مررت على حقل الموز الذي كنت أزوره أيام مراهقتي وأتخطى فيه حدود المسموح.
ويقول: لم يستطع أبي إمام القرية أن يفهم لماذا يفضل ابنه الحياة مع "الكفار" على الدراسة في الأزهر.
ويمكن أن نجمل المآخذ على القصة من الناحية الشرعية في محورين:
المحور الأول: تشكيكه الملتوي والمقَنَّع في ثوابت الدين، وهجومه على شعائره وشرائعه بشكل يلفت الانتباه، حتى في وجود الله تعالى، فمثلا في ص 195، 196 يقول: لماذا لا أقتنع أنه لا يوجد شيء أكثر مما أرى وألمس من حولي، فلا روح ولا غيبيات ولا إله؟ ولكن أليست الرغبة في البحث عن الله هي دليل على وجود الله.
ويعود في ص 245 ليقول: لم أستطع أن أتنازل عن الله أبدا؛ لأنني لم أجد له بديلا !!!.
وفي ص 191 يقول عن الصلاة: حاولت العودة للصلاة ولكني لم أستطع هذه المرة، فرميت سجادة الصلاة في صفيحة الزبالة.
وهاجم الكاتب شريعة الختان وشريعة النقاب الذي هو في نظره خيم سوداء، وينعي ظاهرة انتشار الكتب الصفراء، إشارة إلى الكتب الدينية.
المحور الثاني: إثارة فتنة الشهوات، وإشاعة الفاحشة بشكل ظاهر جدا ومتكرر، ولا نريد أن ننقل شيئا مما قاله في ذلك وهو كثير.
وبكل حال فإن كاتب هذه الرواية قد تغلغل في بحبوحة الإثم ونطق كفرا، أما الحكم عليه بالكفر فهذا له ضوابط لا يتوفر لنا تطبيقها عليه.
والجدير بالذكر أن دار ميريت هي التي نشرت هذه الرواية، وهذه الدار هي كما تقول عن نفسها كما ورد على صفحتها بالإنترنت: إنها تعنى برفع سقف حرية التعبير. ورفض الرقابة على العقل والروح بأشكالها!!.
والله أعلم.