الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاقتداء والتأسي؛ من أهم دعائم التربية ومن أفضل وسائل الدعوة إلى الله تعالى، ومن الأسباب المعينة للنفس على الاستقامة والتخلق بمكارم الأخلاق والفضائل، وقد أمر الشرع بالاقتداء بالصالحين والتأسي بهم، قال تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب: 21] وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4]
وفي سنن الترمذي عن حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر، وعمر»
فالخير كله في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمهات المؤمنين ونساء الصحابة ومن سار على نهجهم، ولا مانع من الاقتداء بكل مجتهد في باب من أبواب الخير أو علم من العلوم المباحة؛ فيما هو مجتهد فيه؛ مع الحذر من الغلو في أشخاصهم أو الاقتداء بهم فيما يخالف الشرع.
وعليه فلا حرج عليك في الاقتداء بتلك الفتاة في الاجتهاد والتفوق العلمي وعلو الهمة، وأما عن الاحتفاظ بصورتها فلا ينبغي ذلك ولا نرى حاجة إليه.
ولمزيد الفائدة حول وسائل التفوق وعلو الهمة راجعي الفتوى: 14877.
والله أعلم.