الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما يقوم به هؤلاء الشباب من تعليم كتاب الله تعالى وتعلمه هو من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ومن عبادة الله تعالى وعمارة المساجد التي من أجلها بنيت فينبغي أن يعانوا عليها ويشجعوا..
وكان ينبغي لهم أولا أن يستأذنوا المسؤول عن المسجد من إمام وغيره ما دام مكثهم فيه خارجا عن أوقات الصلاة وخاصة إذا كانت العادة جارية بإغلاق المسجد للمحافظة عليه وعلى أدواته.
وإذا كان الشباب محافظين على المسجد وملتزمين بأدابه، ولم يخش عليه أو على أدواته، فلا يحق للإمام ولا لغيره منع الناس منه وخاصة طلبة العلم، فقد كانت المساجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من بعده مفتوحة لمصالح المسلمين عامة ومليئة بحلقات العلم.
فالمسجد ليس ملكا خاصا لأحد وبمجرد بنائه والإذن للناس بالصلاة فيه إذنا عاما يصبح وقفا لله تعالى، قال عز من قائل: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {الجن:18}
ولكن لا بد أن يكون للمسجد مسؤول عنه وقائم على مصالحة كبقية المؤسسات العامة ولهذا قلنا: ينبغي لكل من أراد أن يعمل دروسا أويقيم نشاطا دعويا.. أن يستأذن المسؤؤل.