الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المسؤول عنه صحيح فقد رواه ابن ماجه وصححه الألباني ونصه: لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
فهذا الحديث لا تعارض بينه وبين الحديث القدسي المذكور الذي رواه الترمذي وصححه الألباني فإن الحديث الأول يراد به من يتظاهر بالصلاح والبعد عن المعاصي أمام الناس فإذا خلا وحده بارز الله بالمعاصي فكأنه يجعل الله تعالى أهون الناظرين إليه، وعلى هذا حمله الهيتمي في الكبائر.
وأما الحديث القدسي فقد حمله المناوي في فيض القدير على من تاب توبة صادقة واستغفر من جرائم ذنوبه ومات على التوحيد، وبناء عليه فننصحك بعدم اليأس والثقة بفائدة الأعمال الصالحة وأثرها.
وراجع في نص الحديث الأول والكلام عليه وعلى الآية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73587، 9268، 79528، 114154، 114548، 57184، 51247.
والله أعلم.