الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففتنة النساء فتنة ما بعدها فتنة, كما جاء في الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فيجب على المرء أن يحتاط أشد الحيطة في تعامله مع النساء, ومعلوم أن الشريعة عندما تحرم الشيء فإنها تسد الذرائع الموصلة إليه, ومن أجل ذلك حرمت الشريعة النظر للنساء والخلوة بهن وسفر المرأة بدون محرم وتبرجها وإبداء مفاتنها, وغير ذلك مما هو ذريعة للوقوع في الحرام, ومما نص العلماء على تحريمه الحديث مع المرأة الأجنبية الشابة بدون حاجة.
قال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه بريقة محمودية وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. انتهى.
ولذا فإنه ينبغي عليك أن تترك محادثة زميلاتك والانبساط إليهن - إذا لم تكن هناك حاجة - سدا للذرائع ودرءًا للفتن والشبهات.
أما أن تطمئن عليهن وتهنئهن بالمناسبات من خلال إخوتهم الذكور أو بعض محارمهم أو أخواتهن الصبيات أو يهنئنك بواسطة والدتك أو أخواتك فهذا لا حرج فيه إن شاء الله بشرط أن تأمن تعلق قلوبهن بك أو تعلق قلبك بهن .
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2096, 12562, 7396.
والله أعلم.