الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرميُ الجمار لليومِ الثاني من أيام التشريق، والذي قمتم به بعد انتصاف ليلةِ ثاني أيام التشريق غيرُ معتدٍ به شرعاً، لأن رمي كل يوم من أيام التشريق لا يبدأ إلا بعد زوال الشمس في ذلك اليوم وهذا هو قول جماهير العلماء من السلف والخلف، وفي روايةٍ عن أبي حنيفة أنه يجوز الرمي قبل الزوال، وقوله رحمه الله مرجوح، وأما الرمي قبل طلوع الفجر أصلاً فلم يقل به أحدٌ من العلماء فيما نعلم، وعليه فإنه يلزمكم دمٌ لترك رمي الجمرات ذلك اليوم، لقول ابن عباسٍ رضي الله عنهما: من تركَ شيئاً من نسكه أو نسيه فعليه دم.
وكذا طوافُ الوداع الذي قمتم به غير معتدٍ به كذلك لأنه وقعَ قبل إتمام المناسك ورمي الجمرات رمياً معتبراً شرعا، فوجوده كالعدم ويلزمكم لتركه دم، فعلى كلِ من فعل هذا الفعل منكم دمان، دمٌ لترك الرمي ودمٌ لترك طواف الوداع.
ونصيحتنا لكم ولعموم المسلمين هي أن تجتهدوا في تعلم أحكام الدين، فإن هذه الأخطاء الظاهرة لا يقعُ فيها الناس إلا بسبب الجهل.
والله أعلم.