الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإيمان له أثر عظيم على المؤمن في حياته حيث يجد الحياة الطيبة لقوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {النحل:97}، ويجد الاستقرار النفسي وطمأنينة القلب، لقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
كما يجد القناعة لعلمه أنه لا يصيبه إلا ما قدر الله له ويصبر ويحتسب عند المصيبة، كما قال الله تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا {التوبة:51}، وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {التغابن:11}، قال قتادة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
وبالإيمان كذلك ينشط للطاعات ويحرص على محاب الله ومراضيه وذلك لإيمانه بما أعد الله للطائعين وما توعد به العصاة في الدنيا والآخرة، فقد ذكر الله تعالى أن المؤمن لا يستأذن في التخلف عن الجهاد وإنما يستأذن المنافق المرتاب، قال الله تعالى: لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ* إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ {التوبة:45}..
وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18103، 19686، 6618.
والله أعلم.