الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فقد سبق أن ذكرنا أن الشيخ محمد متولي الشعراوي عالم له مكانته وفضله، وقدم الكثير لخدمة الإسلام والمسلمين، ولكنه غير معصوم كغيره من العلماء، فهو له شيء من عقيدة التصوف، ولكنه مع هذا لا يصح القول بعدم جواز الاستفادة من علمه، إذ لو جرى الناس على هذا لتركت مؤلفات كثير من العلماء الذين لم يسلموا من الوقوع في مثل هذا، ورحم الله الامام مالكا حين قال: كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر. وأشار إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. وراجع الفتوتين: 19442، 97356.
وينبغي أن يعلم أن الحق واحد، ومصدره كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فهم سلف هذه الأمة الصالح، وإنما يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال، كما بينا بالفتوى: 108000.
وإذا سار الإنسان على هذا المنهج نعني معرفة الحق كفاه ذلك وسلم من شر التفرق والحزبية والدعوة إلى شيء من العصبية، وكان ذلك أدعى لحمله على الإنصاف.
هذا، واعلم أن كلام الأقران من أهل الفضل والعلم بعضهم في بعض لا يعتبر حكما فيصلا، بل إن الكثير منه لا ينبغي تناقله وإشاعته بين العوام، لما يبعث من الشك والريب في قلوبهم كما قيل: كلام الأقران يطوى ولا يروى. وانظر الفتوى: 69220.
والله أعلم.