الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أغواه الشيطان وزين له أخذ أموال الناس تحت همِّ الديون وخشية تبعتها فسبيل خلاصه أن يتوب إلى الله عز وجل ويندم على ما فعل ويرد المال المأخوذ إلى مالكه إن كان حيا أو إلى ورثته إن كان ميتا، ولا تكتمل توبته إلا برد الحق إلى صاحبه، فإن عجز عن ذلك فقد قام بالواجب المستطاع؛ لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. ومع هذا يبقى الدين في ذمته إلى أن ييسر، فإن مات مع استمرار العجز وصدق التوبة فيرجى أن يقضيه الله عنه إن فعل ما يستطيع، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.{ التغابن، 16}.
والله أعلم.