الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك أولا على اهتمامك بما في موقعنا نفعك الله بما فيه. واعلم أن الحديثين المذكورين حديثان صحيحان وهما دالان على عظم حق الزوج على زوجته، وقد دل القرآن أيضا على تفضيل الرجل على المرأة لاعتبارات معينة وذلك في قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}
وهذه الأفضلية إنما هي باعتبار الجنس، وأما من جهة الأفراد فقد يوجد في النساء من هي أفضل من بعض الرجال، كما أن القول بتفضيل الرجل على المرأة ليس فيه انتقاص لها بل للمرأة كمالها الخاص الذي يتناسب وصفاتها التي خلقها الله عليها.
ولا ندري من أين لك الفهم بأنه يلزم من هذا التفضيل أن لا يكون تكريم من الرجل للمرأة، فقد كرم الإسلام المرأة أما وزوجة وبنتا ثم إن لازم كلامك هذا أن تكون النساء أفضل من الأنبياء لأنهن ولدن هؤلاء الأنبياء، ولا شك أنك لا تقول بهذا ولكنه لازم قولك. وراجع الفتويين: 61435، 106951.ففيهما تفصيل لما أجملنا ذكره في هذا الجواب.
وننبه إلى أن المسلم إذا علم أن ما ورد بشأن هذا الموضوع أو غيره من تشريع رب العالمين الذي هو أعلم بخلقه فعليه أن يتلقى ذلك بالرضا والتسليم.
والله أعلم.