الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا ندعو الله لك بكل صدق وإخلاص أن يعمر قلبك بالإيمان، وأن يرزقك توبة صادقة تتوب بها إلى ربك الرحمن. ونبشرك بأنك ما دمت صاحب قلب حي يحس بألم المعصية ويستشعر خطرها فأنت على خير، وننصحك ببعض الأمور:
أولا: كثرة الدعاء، فإذا أعانك الله تعالى سهل عليك ترك هذه المعاصي.
ثانيا: صدق العزيمة، فإذا صدقت الله تعالى صدقك.
ثالثا: حسن الظن بالله تعالى وعدم اليأس من التوفيق إلى التوبة.
رابعا: أن تتذكر خطر وشؤم المعصية، وأنها قد تؤدي إلى كثير من العواقب السيئة في دين المرء ودنياه.
خامسا: أن تستحضر اطلاع الله تعالى عليك، وكتابة كل صغيرة وكبيرة عملتها ، وأن تتذكرالموت والوقوف بين يدي الله تعالى للحساب.
سادسا: مصاحبة أهل الخير، وشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك.
سابعا: أن تشكر الله تعالى على ما أنعم به عليك من نعمة الستر، وأن تخشى أن يسخط الله عليك فيفضحك بين خلقه في الدنيا قبل الآخرة.
وليس هنالك ما يدعوك إلى تمني الموت، بل ولا يجوز لك أن تفعل ذلك، وكيف تفعل ما تعلم حرمته، فالمصيبة حينئذ أعظم، وقد صدق من قال :
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وأما شعورك بهذا الإحساس الغريب عند الذكر فقد يكون مدخلا من الشيطان ليصدك عن ذكر الله، فلا شك أنه يغيظه أن يراك على هذا الخير، فلا ينبغي أن تستجيب له، بل عليك الاستمرار في الذكر.
والله أعلم.