الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للمسلم على أخيه المسلم حقوقاً بينها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: حق المسلم على المسلم ست: قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه. رواه البخاري ومسلم.
فمتى قام المسلم بهذه الحقوق تجاه أخ له في الإسلام فقد أدى حقه عليه، فإذا كنت أخي السائل تؤدي هذه الحقوق وتفعل هذه الأمور المذكورة فقد قمت بما عليك، وتكون بذلك واصلاً لأخيك غير هاجر له، ويقع اللوم والإثم عليه في حصول الهجر بينكما، وينبغي لك نصحه بحرمة هجر المسلم لأخيه المسلم، وتذكيره بما ورد من وعيد في هذا الأمر، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 23920.
كما ننصحك بمقابلة إساءته بالإحسان إليه وجهله بالحلم عليه، فبذلك تنقلب عداوته لك صداقة وبغضه محبة، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
والله أعلم.