الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكونك تكره من يرتكب معصية فهذا أمر جيد، وتخيلك صورته وهو يدفن في القبر إن كان تذكرا للحساب فأمر حسن، وكذا حزنك بسبب ما ترى من لهو الناس ورقصهم، ولكن ههنا أمر مهم وهو أنه ينبغي أن يكون ذلك دافعاً للشفقة عليهم والدعاء لهم بالصلاح والهداية والحرص على توجيههم إلى الخير لأن هذا من حق المسلم على أخيه المسلم.
وههنا أمر آخر وهو أنه ينبغي عدم تجاوز الحد فيما ذكرت من الكراهية والحزن، لئلا يترتب على ذلك نوع من المرض النفسي، واعلم أن المسلم لا يبغض بالكلية وإنما يبغض من وجه ويحب من وجه، فيبغض بقدر ما فيه من المعصية لله، ويحب بقدر ما فيه من الطاعة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 24845.
والله أعلم.