الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بايع أهل السنة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد استشهاد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه، وتمت البيعة من كبار الصحابة وأهل الحل والعقد، وامتنع عن البيعة جماعة من الصحابة منهم: معاوية رضي الله عنه، لكن المقرر عند أهل السنة أنه لا يشترط لصحة البيعة أن يبايع سائر الناس.
وبعد استشهاد علي رضي الله عنه، بايع المسلمون الحسن بن علي رضي الله عنه، وهي كسابقتها بيعة بالأكثرية، إذ لم يشارك فيها معاوية رضي الله عنه ومن معه.
ثم تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، فبايعه الناس جميعاً، وسمي ذلك العام بعام الجماعة، واستحق الحسن بذلك أن يكون سيداً، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: إن ابني هذا لسيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين. رواه البخاري.
وفي تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية دليل على أن الخلافة للحسن لم تكن بنص من النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم بعض أهل الأهواء، ودليل على إسلام معاوية وفضله، وإلا لما سلطه الحسن على ولاية المسلمين.
وقد توفي الحسن رضي الله عنه في حياة معاوية، وأخذ معاوية البيعة من الناس لابنه يزيد، فبايعه أكثر الناس، وأبى البيعة عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهم.
والله أعلم.