الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ما تقدم من ذنوبك وأن يثيبك على توبتك وعزمك على عدم العودة على ذلك العمل المحرم، ولكن ننصحك باجتناب مواطن الفتن والزلات وكل الذارئع والوسائل التي تفضي إلى الفاحشة.
أما بالنسبة للفتاتين البوذيتين فلا يجوز لك أن تتزوج بهما لأنهما مشركتان وليستا كتابيتين، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ {البقرة:221}.
ولا عبرة بعدم إيمانهما بالبوذية ولا في تركهما شرب الخمر نحو ذلك ما دامتا لم تعتنقا الإسلام.
قال السرخسي في المبسوط: وإن نكاح المشركة حرام على المسلم خاصة لخبثها وكرامة المسلم، ففيه معنى الصيانة له عن فراش الخبيثة.
أما إذا أعانك الله تعالى على إسلامهما فأسلمتا أولاً فلا بأس بالزواج بهما معا إذا لم تكن تربطهما قرابة من رحم محرم كالأختين والبنت وعمتها أو خالتها ولك الأجر في ذلك، وإن كنت ترى أن الحياة معهما لن تستقيم كما تريد أو أن تعامل المجتمع معك أو مع أولادك قد يجرك إلى فراقهما بعد ذلك فالأولى ترك الزواج، لكن اعرض عليهما اعتناق الإسلام فإن أسلمتا فلك بذلك الأجر الجزيل .
والله أعلم.