الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبلُ أن المكتوب باللغة العربية إذا خلا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أو أسماء الأنبياء والرسل مقترنة بما يخصصها لا مجرد الاشتراك في الاسم، يعني إذا وجد اسم يحيى أو إبراهيم أو عيسى أو محمد مقترناً بما يدل على أن المراد به الرسول كمحمد رسول الله أو عيسى عليه السلام ونحو ذلك من العبارات، إذا خلت من ذلك فلا مانع من استعماله، ولو احتمل امتهانه بعد ذلك؛ لكن ينبغي أن لا يتعمد الامتهان لتشديد بعض الفقهاء كالمالكية في وجوب احترام ما كتب بالعربية بل وغيرها .
وعليه؛ فلا إثم في إلقاء هذه العلب الكرتونية ونحوها في سلة المهملات ولو كان مكتوبا بها حروف وأسماء عربية بغير قصد الإهانة لعدم الدليل على المنع ولحصول المشقة في مراعاة ذلك .
وينبغي التنبيه هنا إلى أن أسماء الأنبياء إذا سمي بها غيرهم لا تأخذ نفس القدسية، إلا أنه مع ذلك يكره امتهانها، قال ابن الحاج في المدخل بعد أن ذكر حرمة امتهان أسماء الله تعالى وأسماء رسله ما نصه: وأما إن كان فيه أسماء العلماء أو السلف الصالح أو العلوم الشرعية، فيكره ذلك. اهـ
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 43474 والفتوى رقم: 41218 والفتوى رقم: 40740.
والله أعلم.