الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المواظبة على كتابة هذا الكلام مع اعتقاد ترتب الثواب لفاعل ذلك أو بنية استجابة الدعاء بعدها من الابتداع في الدين ولاشك؛ فإنه تخصيص لعبادة وهي الذكر بكلام معين وعلى نحو معين فضلا عن الدعوة إلى ذلك واعتقاد ما لم يشرع على أنه شرع منزل فيه الأجر والثواب.
وعليه؛ فالواجب أن لا تلتفت إلى ذلك وأن تكتفي بذكر اسم الله عند فاتحة أي عمل تقوم به، وإن أردت أن تذكر الله بعد ذلك بما تشاء أو تدعو بما تشاء ولمن تشاء فهو حسن؛ لكن بغير تخصيص هيئة معينة أو كلام معين تعتقد أفضليته ولم يرد بذلك دليل، وبغير أن تقيد ذلك بوقت معين؛ فكل ذلك يوقع في البدع وإن شأن البدعة خطير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ..... وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. رواه النسائي بسند صحيح، وأصل الحديث في صحيح مسلم.
ثم إننا ننبهك على أمرين:
الأول: أن هذا الكلام المذكور ليس دعاء وليس فيه ما يشبه الدعاء ، بل هي مسائل من مسائل العقيدة ، وهو كلام صحيح لا غبار عليه.
ثانيا : أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما نسب إليه من قول : الدعاء سلاح المؤمن؛ بل هو حديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني، ولكنه ثبت في الحديث ما يدل على أن الدعاء يدفع البلاء؛ كما في الحديث: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان. رواه الحاكم وحسنه الألباني.
وأما حديث: الدعاء يرد القضاء، فقد أورده الألباني في ضعيف الجامع بلفظ : الدعاء يرد القضاء ، و إن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. اهـ
والله أعلم.