الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن خالك قد وعدك بمصروف شهري والراجح أن الوعد لا يجب الوفاء به وإنما يندب ويستحب، وذكر بعض أهل العلم أنه يلزم الوفاء به إن ترتب عليه وقوع الموعود في ورطة بسبب الوعد كأن يتحمل حمالة ونحوه على أساس الوعد.
وعلى كل فما كان يفعله خالك بك وبأمك وأخيك هو من البر والإحسان الذي ينبغي شكره ومجازاته عليه بمثله وعدم كفرانه، ومنعه إياك لسبب يراه وجيهاً لا يمحو ويزيل ما كان منه قبل ذلك، والأولى محاولة إقناعة وترضيته وبيان ما حصل ليرضى عنك، ويعيد إليك صلته إن كنت بحاجة إليها.
ونوصيك ببر أمك والإحسان إليها ونحذرك من كثرة جدالها ورفع الصوت عليها فذلك من العقوق المحرم، فاسعي في مرضاتها وبرها وإن أساءت إليك فهي أولى الناس بحسن صحبتك وبرك.
وأما من يظن نفسه المعطي والمانع.. فإن كان يعتقد أنه يفعل ذلك دون مشيئة الله وإرادته فهذا يقدح في إيمانه ويؤدي إلى كفره -والعياذ بالله- إذ المعطي والمانع حقيقة هو الله عز وجل، وما يكون من العبد إنما هو بعد مشيئة الله، كما قال تعالى: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {التكوير:29}، وفي الحديث: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك... رواه الترمذي.
ولكن ننبهك إلى أنه لا يجوز تنزيل ذلك على خالك دون بينة قاطعة، ولا يكفي مجرد كونه منعك ما كان يؤدي إليك؛ إذ الغالب أن يكون ذلك حصل منه تأديباً لك على ما يراه خروجاً عن الأدب، ولا يجوز إساءة الظن به، مع كونه ينافي مجازاته بالإحسان على إحسانه، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8543، 25233، 44575، 42026، 18380.
والله أعلم.