الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفقير والمسكين يصدقان في دعواهما الفقر والمسكنة، ولا يطالبان ببينه على ذلك ما لم يكذبهما ظاهرهما فلا يصدقان عند ذلك إلا ببينة، وإذا علم الشخص من حال السائل أو من قرينة قوية أنه غير محتاج إلى الصدقة فلا يعطيه لأنه غير مستحق في ظاهر الأمر، ونحن مطالبون بالتعامل مع الناس حسب ما يظهر لنا من حالهم. فإعطاء من لا يستحق مع العلم بحاله من إعانة له على ظلم نفسه أو ظلم الآخرين الذين هم أحق بهذه الصدقة وبما تقدم يعرف السائل جواب سؤاله عن كيفية التعامل مع المتسولين سواء من خطباء المساجد أو من غيرهم. وراجع فيمن يجوز له المسألة ومن لا يجوز له في الفتوى رقم: 60559. والفتوى رقم: 57511 .
وفي كل الأحوال فإن صدقة التطوع مستحبة وليست فرضا، ولا تجب بقول السائل للمتصدق أعطني من أجل الله أو من مال الله ونحو هذه العبارات.
وأما قول الله تعالى: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَر {الضحى:10} فمعناه لا ترد على السائل بالإغلاظ في القول ولكن إما أن تبذل له اليسير أو ترده بالجميل.
والله أعلم.