الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {الأنبياء:35} وقال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا {الروم:41} والغلاء كله شر، وسببه جناية الخلق في حق الله، ولو أنهم آمنوا واتقوا لما كان ذلك، ولفتح الله لهم الخيرات، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {الأعراف:96}
والنصوص في هذا الباب كثيرة جدا شاهد بعضها لبعض على أن هذه النوازل في أرزاق الخلق من غلاء وشدة إنما هو سبب ما هم عليه من آثام وسكوت على منكرات وتجرؤ على حدود الله، وهذا كله اليوم مشاهد كشمس طالعة لا يخفى على أحد.
والله أعلم.