خلاصة الفتوى:
هذا المسجد بني في مكان مغصوب، ولا تجوز الصلاة فيه، وقيل ببطلانها، ويجب هدمه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من التفاصيل عن الطريقة التي بنت بها الشركة ما أرادت إضافته من البناء يفيد أنها غصبت تلك الأرض من أصحابها. والمسجد لا يجوز أن يكون في مكان مغصوب، وإذا بني المسجد في مكان مغصوب فإن الصلاة فيه تحرم بلا خلاف بين أهل العلم، ومنهم من قال ببطلانها.
قال النووي رحمه الله في المجموع: الصلاة في الأرض المغصوبة حرام بالإجماع وصحيحة عندنا وعند الجمهور من الفقهاء وأصحاب الأصول، وقال أحمد بن حنبل والجبائي وغيره من المعتزلة باطلة. انتهى.
ومن هذا يتبين لك أن هدم المسجد المذكور ليس مجرد جائز، وإنما هو واجب، ولا يجوز أن يصلى فيه، ولا فرق في هذا بين الدور العلوي وبين غيره. وهذا ما لم يأذن جميع الملاك بإقامته في المكان ولا يعتبر إذنهم إلا إذا كانوا جميعا بالغين رشداء ، ومعرفة رأي مثل هؤلاء وحالهم من مجموع السكان الذين لا يؤمن أن يكون فيهم أيتام أو محجورون بسبب سفه أو جنون أمر متعذر جدا وبالتالي فالواجب الهدم بكل حال.
والله أعلم.