الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيجوز للمسلم الذي يستطيع إقامة شعائر دينه ويأمن على نفسه الفتنة أن يسافر لبلاد الكفر للعمل أو غيره من الأمور المباحة، وهذا من حيث الأصل، ولكن بما أن الواقع دال على أن المسلم قد يتعرض في الغالب للفتن في تلك البلاد فإننا لا نرى أن يذهب المسلم إلى هنالك إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا. وراجع الفتوى رقم 2007.
ومن هنا فالأولى بالمسلم البقاء في بلده أو أي بلد من بلاد المسلمين فأرض الله واسعة، وفي بلاد المسلمين من الخير الكثير، وأما ما ذكرت مما هو موجود في بلادك من أمور الفساد ففي بلاد الكفر أضعافها فعليك بأن تسدد وتقارب وإنكار المنكر درجات كما تعلم، فمن لم يستطع الإنكار بيده أو بلسانه فعليه الإنكار بقلبه. وانظر الفتوى:1048.
وأما الزواج ففيه كثير من الخير فينبغي أن تبادر إليه قدر الإمكان، ففيه إعفاف للنفس وحفظ لها من الوقوع في الفتن وهو سبب من أسباب الرزق، واجتهد في تيسير أمره فذلك من أسباب بركته، كما هو مبين بالفتوى رقم: 141741.
والله أعلم.