خلاصة الفتوى:
على المسلم الرضى بما قسم له، ولا حرج له في السعي في المزيد من الخير، ولكن توظيف وقته بما يفيده ولو قل مع توقانه للمزيد من الخير أفضل من بقائه جالساً ينتظر مرتباً عالياً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يرضى بما قدره الله وقسمه من الأرزاق ويحمد الله، ومما يعين على الحمد والرضى أن ينظر إلى من هو أسفل منه، لما في الحديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم. رواه مسلم. وفي الحديث: وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. رواه أحمد وحسنه الألباني.
ولا حرج على المسلم أن يحرص على المزيد من الخير لما في الحديث: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم. واعلم أنه لا ضير في شغلكم بمرتب قليل ريثما تتوفر فرصة أحسن، فقد يكون هذا أفضل من بقاء الرجل جالساً لا شغل عنده وربما يحتاج للآخرين، لما في حديث البخاري: لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 48719، 60327، 104118، 66358، 58722.
والله أعلم.