خلاصة الفتوى: إن فاقد العقل ممن رفع عنهم القلم، ولا يجوز الذهاب إلى السحرة وأصحاب الشعوذة، وإنما يجب الاكتفاء بالرقية الشرعية وبالدعاء.
فللرد على هذا السؤال تجدر الإشارة إلى ما يلي:
1- أن دخول الجن في جسد ابن آدم أمر معلوم، ففي الصحيحين من حديث صفية أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم..
قال ابن حجر الهيتمي: وبه يرد على من أنكر سلوكه في بدن الإنسان كالمعتزلة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة، وهو أمر مشهود محسوس لمن تدبره، يدخل في المصروع ويتكلم بكلام لا يعرفه. اهـ.
2- أن أخاك إذا كان فاقد العقل بسبب مس من الجن أو بأي سبب آخر، فإنه يكون ممن رفع عنهم القلم. فقد ثبت في المسند والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.
وبالتالي فلا تقلق من كونه يرفض الصلاة أو لا يتمسك بمبادئ الدين...
3- أن الذي يجوز للمسلم من الرقى هو ما أذن فيه الشرع، ولك أن تراجع في الرقية الشرعية فتوانا رقم: 4310.
4. أن العقل –كما بينت أنت- هو إحدى الضرورات التي أوجب الشرع حفظها، ولكن ذلك لا يعني الذهاب إلى السحرة وأصحاب الشعوذة...، وإنما يعني أن من واجب المرء أن يحفظ عقله، بأن لا يستعمل ما يغيب به العقل من مخدر أو مسكر أو مفتر... علما بأن السحرة وأصحاب الشعوذة لا يستطيعون رد العقل إلى صاحبه إلا بإذن الله وتقديره، والله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته.
فعليكم أن تكتفوا بالرقية الشرعية، وأن لا تذهبوا إلى ذلك الذي تحسبون أن رقيته غير شرعية...
وأديموا الدعاء لأخيكم فإن الشفاء عند الله، وقد وعد بإجابة الداعين.
والله أعلم.