الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اسم الجلالة المذكور في الآية يعرب على أنه مضاف إليه ما قبله وهو في الأصل فاعل المصدر (دفع)، وقد جر بإضافة المصدر إليه، فالمصدر يعمل عمل الفعل فيرفع الفاعل وينصب المفعول أحياناً وقد يضاف إلى أحدهما فيجر به، وقد ذكر أهل اللغة أن الفاعل قد يجر في عدة مواضع، ومنها جره بإضافة المصدر إليه ومثلوا لذلك بهذه الآية، وراجع شروح الألفية عند شرح قول الناظم:
بفعله المصدر الحق في العمل * مضافاً أو مجرداً أو مع أل.
إن كان فعل مع أن أو ما يحل * محله ولاسم مصدر عمل.
وبعد جره الذي أضيف له * كمل بنصب أو برفع عمله.
مع التنبيه على أن الآية هي: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ. كما في سورة الحج، وفي سورة البقرة: وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ.
والله أعلم.