الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن موسى لما حضرته الوفاة: فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر. وقوله (رمية بحجر) يحتمل أحد أمرين:
الأول: أن يكون المراد أدنني من مكاني الذي أنا فيه إلى الأرض المقدسة هذا القدر.
الثاني: أدنني إليها حتى يكون بيني وبينها هذا القدر، قال الحافظ في الفتح: وهذا الثاني أظهر.
وقد تعددت الأقوال في حدود الأرض المقدسة فقيل (أرض بيت المقدس أي المسجد الأقصى)، سميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومسكن المؤمنين، وقيل: الطور وما حوله، وقيل: دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقيل الشام، كما في تفسير البيضاوي، وقد ذكر البغوي أنها الأردن والشام وفلسطين.
وعلى هذا فيكون قبر موسى عليه السلام قريباً من فلسطين وليس داخلها.
قال الحافظ: وزعم ابن حبان أن قبر موسى بمدين بين المدينة وبين المقدس، وتعقبه الضياء بأن أرض مدين ليست قريبة من المدينة ولا من بيت المقدس، قال: وقد اشتهر عن قبر بأريحاء عنده كثيب أحمر أنه قبر موسى، وأريحاء من الأرض المقدسة. انتهى.
والله أعلم.