الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله تعالى أن يصلح حال أمك، ويعينك على برها، ثم اعلمي أيتها الأخت أن من ابتليت بأم هذه حالها عليها بالصبر، ومقابلة الإساءة منها بالإحسان والبر، فإن دمت على ذلك نلت الأجر المضاعف من ربك سبحانه. وراجعي الفتوى رقم: 51928.
ولا شك في أن ما ذكرته عن أمك من القسوة والشتم والسب، والنعوت القبيحة لك أمام الناس تعتبر أمورا غير لائقة. ولكن ينبغي أن تعلمي أن ما يصدر عنها من الإساءة إليك لا يسقط برها والإحسان إليها، ولا يسوغ هجرها وقطيعتها. فالإحسان إلى الوالدين من أوجب الواجبات التي أمر الله بها. قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. (24،23 سورة الإسراء)
فننصحك –إذا – بالاستمرار على الصبر والتحمل لجميع ما يصدر من أمك، وعدم هجرها أو قطيعتها.
وإذا علمت أنها لا تريد أولا تحب زيارتك فخففي عنها، وعوضي عن بعض الزيارات بالاتصالات الهاتفية ونحوها. وتحيني الأوقات التي تفهمين منها أنها تريدك، ولا تعاتبيها على شيء تتكلم به أو تفعله. وإن بقيتِ على هذا الحال فستنالين به خيرا واسعا وأجورا كثيرة إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.