السؤال
أنا شاب مسلم متدين حدث لي مرة وأن شاهدت إحدى القنوات المسيحية الناطقة بالعربية و التي تبث من قبرص (قناة الحياة) فوجدت برنامجا يقدمه رجل دين(بطرس زكريا) بعنوان حوار الحق فقررت متابعته بسبب أهمية الموضوع علما أني أحيانا أتابع هذه القنوات بنية معرفة أفكار و معتقدات الآخرين. وقد كان موضوع الحلقة هو التشكيك في مصدر القرآن الكريم من خلال ثلاث نقاط رئيسية وقد كانت أكثر هذه النقاط التي أربكني في الحقيقة هي الادعاء بأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يستنبط بعضا من القرآن من قصائد لشعراء الجاهلية، وقد قال إن النبي صلي الله عليه وسلم« كان مغرما بشعر امرئ القيس» واستشهد بقصيدة اقرب ما تكون إلى سورة« القمر»في عدة آيات خاصة من الآية 1الي الآية 14تقريبا كما استشهد بقصيدة للخنساء حول آية أخرى في إحدى طوال السور.
لا أنكرا أن هذا الأمر أربكني بل كان كالمصيبة لي وقد ندمت ندما شديدا لمتابعتي لهذه الحلقة رغم أني لطالما كنت أعتز بإيماني و صلابة عقيدتي.
وبما أن ما حصل قد حصل و نسيت الأمر مع مرور الوقت و ومحاولات تثبيت النفس, ها أنا أعود وبعد ما يقارب السنة وأكتب إليكم هذه الرسالة طارحا قصتي مع سؤال ملح هو كيف لمثل هؤلاء التجرؤ على النبي والقرأن دون أن تكون هناك محاولات طرح لهذا الموضوع و الرد عليه حتى يكون لأمثالي فكرة عن هذه المحاولات قبل أن يطرحها طرف من ديانة أخرى.
كما أريد أن أعرف حقيقة هذه القصائد ومتى وكيف ومن وضعها.
وأرجو منكم تنبيه الإعلام الإسلامي بتقديم برامج تطرح مثل هذه المواضيع خاصة مع ارتفاع عدد القنوات المتخصصة.
وفي الأخير أسأل الله الثبات و أرجوا الاهتمام بهذه الرسالة.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
على المسلم ألا يجعل قلبه موردا لشبه أهل الضلال، وأن يوظف وقته في تعلم نصوص الوحي، وأما ادعاء أن القرآن يستنبط من أشعار الشعراء فهو باطل، ولو كان حقا لانتبه له العرب المدعون أن القرآن افتراه الرسول قبل أن ينتبه إليه بطرس في القرن الخامس عشر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد حذر أهل العلم من أن يجعل المسلم قلبه موردا لشبهات أهل الزيغ والضلال كراهة أن تنطلي شبههم على من لم يقف على أرضية ثابتة وكان مؤهلا للرد عليهم وهو ينوي بذلك جهادهم كما فعل شيخ الإسلام رحمه الله.
فلا يليق برجل عاقل أن يتابع أفكار برنامج يعلم أنه يريد الطعن في الإسلام والتشكيك في القرآن، ولو طالعت القرآن لعلمت أن مجال حديثه وعظمة أسلوبه وسمو معانيه بعيد عما يقوله الشعراء، ولو كان مأخوذا من الأشعار لفطن له العرب لما زعموا أنه مفترى.
ثم إنك لم تذكر لنا شيئا من القصائد التي سمعتها حتى نبين لك من قالها إن كان عندنا علم بذلك.
ولكننا نؤكد أن القرآن تحدى الله به أساطين البلاغة من أقحاح العرب أيام نزول القرآن فعجزوا عن محاكاته والإتيان بمثله ودل على أنه غير مفترى بل هو كلام الله.
وقد كان أسلوب القرآن فوق الأساليب التي يتكلم بها العرب، وقد تكلم الباقلاني رحمه الله في إعجاز القرآن على معلقة امرئ القيس "قفا نبك.."
فبين كثيرا مما ينتقد فيها من النواحي الأسلوبية والبلاغية، واستدل بذلك على مستوى ارتفاع أسلوب القرآن عن كلام الشعراء المقدمين عند العرب.
وأما دور الإعلام الإسلامي ومسؤوليته عن نصر الإسلام ونشر تعاليمه فهو أمر ضروري يتعين القيام به على القائمين على الإعلام في العالم الإسلامي.
وراجع في خطورة الاطلاع على القنوات والمواقع المضللة، وفي دحض الشبه التي توردها قناة الحياة الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 80250، 75780، 75466.
والله أعلم.