السؤال
من طبيعتي إذا أحببت أحببت من كل قلبي وأخلصت وإن أخطأ الشخص بحقي أمقته ولا أستطيع التعامل معه مرة أخرى، أشعر بغصة عند رؤيته ولا أحبه مع أنه مسلم فقد أرد السلام وأتحدث معه في نطاق العمل المختصر جدا، وأتأفف من أي كلمة يقولها، أحاول أن لا يحدث هذا، لكن وللأسف يتكرر معي مع الكثير من الناس من حولي، عامل الناس كما تحب أن تعامل، ولكن إن أخطأ بحقي أصبح لا أطيقه، فماذا أفعل حتى أحل هذه المشكلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن يعتدل ويتوسط في أموره كلها وخاصة فيما يتعلق بالحب والكراهة، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
ومن صفات المسلم طهارة القلب ونظافته والحب في الله والبغض فيه والرضى له، والتحلي بأخلاق الإسلام الفاضلة التي ينبغي له أن يتحلى بها؛ كالعفو والصفح عن من أخطأ في حقه ومقابلة إساءة المسيء بالإحسان كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {المائدة:13}، وقال تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، وقال تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}.
فلا ينبغي للمسلم أن يطوي قلبه على الحقد والكراهية لإخوانه، وعلاج ذلك يكون بجهاد النفس على تركه وبإيصال الخير إلى الناس الذين بينه وبينهم خصومة وشحناء والدعاء لهم، ونسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من سائر الأمراض، وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47219، 49760، 7120.
والله أعلم.