السؤال
هل ليلة القدر ممكن أن تكون في العشر الأوائل من شهر رمضان؟ مع ذكر حديث إن أمكن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى اختلافا كثيرا في تحديد ليلة القدر، وكل له دليله، والراجح أنها تتنقل في العشر الأواخر من رمضان، وقد ذكر ذلك جماعة من أهل العلم ومنهم الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع نقلا عن القاضي عياض فقال: هي متنقلة، تكون في سنة في ليلة وفي سنة في ليلة أخرى وبهذا يجمع بين الأحاديث ويقال: كل حديث جاء بأحد أوقاتها فلا تعارض فيها. قال: ونحو هذا قول مالك والثوري وأحمد وإسحاق وأبي ثور وغيرهم، قالوا: وإنما تنتقل في العشر الأواخر من رمضان.
قال: وقيل في كله، وقيل: إنها معينة لا تنتقل أبدا، بل هي ليلة معينة في جميع السنين لا تفارقها، وعلى هذا قيل: هي في السنة كلها. وهو قول ابن مسعود وأبي حنيفة وصاحبيه.
وقيل: بل كل رمضان خاصة، وهو قول ابن عمر وجماعة.
وقيل: بل في العشر الأوسط والأواخر، وقيل: في العشر الأواخر، وقيل: تختص بأوتار العشر الأواخر، وقيل: بأشفاعها....
وقيل: بل في ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين، وهو قول ابن عباس.
وقيل: تطلب في أول ليلة سبع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين، وهو محكي عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما.
وقيل: ليلة ثلاث وعشرين، وهو قول كثير من الصحابة وغيرهم،
وقيل ليلة أربع وعشرين، وهو محكي عن بلال وابن مسعود والحسن وقتادة رضي الله عنهم وقيل: ليلة سبع وعشرين، وهو قول جماعة من الصحابة، منهم أبي وابن عباس والحسن وقتادة رضي الله عنهم،
وقيل: ليلة سبع عشرة، وهو قول زيد بن أرقم وحكي عن ابن مسعود أيضا، وقيل تسع عشرة، وحكي عن علي وابن مسعود أيضا، وحكي عن علي أيضا، وقيل: آخر ليلة من الشهر، هذا آخر ما حكاه القاضي عياض رحمه الله، وذكر غير القاضي هذه الاختلافات مفرقة. وأما قول صاحب الحاوي: لا خلاف بين العلماء أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان فلا يقبل، فإن الخلاف في غيره مشهور، ومذهب أبي حنيفة وغيره كما سبق، وأما قول صاحب الحلية: إن أكثر العلماء قالوا: إنها ليلة سبع وعشرين فمخالف لنقل الجمهور.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني