السؤال
هل يأثم من تحدثه نفسه أحياناً بتمنيه أن يكون الإمام الشافعي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أباه وذلك حباً فيهما؟
هل يأثم من تحدثه نفسه أحياناً بتمنيه أن يكون الإمام الشافعي أو شيخ الإسلام ابن تيمية أباه وذلك حباً فيهما؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن يرضى بما قدر الله له، ويرتفع بنفسه إلى اكتساب المجد وتحصيل العلم والاقتداء في ذلك بالأنبياء والصحابة والأئمة الكبار، ولا يشغل نفسه بتمني المستحيل عقلاً أو شرعاً، ولا يخفى ما في ذلك من الاعتراض على القدر المحتوم.
وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوف الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله.... الحديث، قال بعض السلف: نبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على آفة التمني والإعراض عن التفويض.
ثم إن مجرد الانتساب إلى أب عالم أو صالح... لا يضمن للمنتسب إليه العلم ولا الصلاح.. فكم رأى الناس من أبناء الأئمة والعلماء والأعلام... الذين انحرفوا ولم يسلكوا طريق آبائهم، فهذا نوح عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل يقول الله له في شأن ابنه: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ {هود:46}، ولذلك فنحن ننصح من يتمنى البنوة لهؤلاء الأعلام أن يبتعد عن هذا النوع من التفكير، وأن يشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه، ويجعل هؤلاء وأمثالهم قدوة له ونصب عينيه، وقبلهما يجعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام قدوته.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني