السؤال
دائما يتكلم الشيوخ عن شهوة الرجال وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن أضر فتنة على الرجال هم النساء فلماذا لا يهتم الشيوخ بنصح النساء أيضا بغض البصر ؟.....أليس الرجال هم أيضا أضر فتنة على النساء ؟ فهن أيضا يشتهين كل الجسد للرجل. 2 - أحيانا تنظر إليّ إحدى المحارم نظرة شهوة إذا ظهر ما فوق السرة و ما تحت الركبة فهل علي إثم ؟ أم علي أن أرتدي ما يستر هذه الأجزاء؟ رغم أن هذه المناطق ليست عورة لكن المرأة تشتهي هذه الأجزاء أيضا؟ لماذا لم يجعل الإسلام كل جسد الرجل عورة فالمرأة تشتهي الجسد كله أيضا؟ ..أرجو عدم الإحالة إلى فتاوى أخرى فإني أريد الجواب أمامي ..وأرجو الإجابة على جميع الأسئلة .....وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فغض البصر واجب على الرجال والنساء على حد سواء، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} وقال سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31} ، ولكل من الرجل والمرأة عورة أمام الآخر لا يجوز له كشفها أمامه، ولا يجوز للآخر النظر إليه، كما لا يجوز لكل من الرجل والمرأة النظر إلى غير العورة بشهوة، ولا يلزم الرجل ستر ما سوى العورة، قال في حاشية الدسوقي: فما زاد على العورة وهي ما بين السرة والركبة لا يجب على الرجل ستره وإن حرم على المرأة الأجنبية النظر إليه. انتهى.
وقال أيضا ما معناه في شأن ما ليس بعورة من المرأة وهو وجهها -على خلاف بين أهل العلم فيه- أنه يجب عليها ستره إذا خيفت الفتنة بكشفه.
والفرق أن النساء محل الشهوة أصالة وأن سترهن أسهل من ستر الرجال ولقلة بروزهن في الأسواق ونحوها. قاله زكريا الأنصاري في شرح البهجة.
والحاصل أن الفتنة واقعة من النساء على الرجال ومن الرجال على النساء، لكن النساء أشد فتنة على الرجال من الرجال عليهن، دل على ذلك الشرع وشهد به الحس والواقع.
والله أعلم.