السؤال
أنا منخرط بمنظمة نقابية ؛ كان انضمامي بهدف الدفاع عن مصالح العمال وضمان حقوقهم خاصة في ظل نظام اقتصادي رأسمالي يعامل الإنسان كالعبد. من مساوئ هذه المنظمة أنها تساوي بين الرجل والمرأة في كل شيء وتتطالب بحرية المرأة في لباسها وفكرها وتحررها من القوامة المطلقة لزوجها ويوجد قياديون بالمنظمة شيوعيون والبعض الآخر مسلمون. ولكن من إيجابياتها الدفاع عن كرامة العمال والبحث عن المساواة بين كل الطبقات ومد يد المساعدة ومؤازرة الشعوب الفلسطينية والعراقية واللبنانية والتنديد بالهيمنة الأمريكية .علما أنه لا يوجد أسمى من هذه المنظمة التي تعتبر معارضة في بلادنا ؛ فهل تفسد تلك المساوئ ما أقوم به من عمل صالح علما وأني لا أوافقهم في تلك الآراء ولكنها في نهاية الأمر آراء المنظمة؟ يرى بعض المنخرطين بأنه يجب تكثيف الانخراطات لضرب المساوئ والارتقاء بالمنظمة إلى ما أسمى خاصة أنها الوحيدة التي تدافع عن حقوق العمال ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، والمطالبة بحرية المرأة في لباسها وفكرها وتحررها من القوامة المطلقة لزوجها، معناه أن تخرج المرأة عن أوامر الله في كل شيء، فتصير متبرجة تفعل ما تشاء من المحرمات في أي وقت شاءت، وفي أي بلد تريد، ولا يخفى ما في هذا من الخروج والاعتراض على أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا{الأحزاب:36}، وقال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور:63}.
وبناء على هذا فإن أي منظمة تدعو إلى شيء من هذه الأمور، فإنه يحرم على المسلم الانخراط فيها أو مساعدتها أي نوع من المساعدة. قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
ولا يشفع لها أنها تهدف إلى الدفاع عن مصالح العمال وضمان حقوقهم، فإن تلك المصلحة لا تساوي شيئا إذا قورنت بالمفاسد التي ترتكبها هذه المنظمة، وإذا استطاع الشخص أن يتعاون معهم في الحق ويجتنبهم في الباطل فليفعل .
والله أعلم.