السؤال
مـا هـو حكـم الإســلام في عـقــد الــزواج قـبــل الــزفـاف ( بـعـض الأشهـر أو سنـة) خـاصـة لمن يـرغـب في زيـارة خطيبـتـه في دار أهلـهــا للاستغـنـاء بالحـديـث إليهـا عن غـيــرهـا من النسـاء في مثل زماننا الذي كثرت فيه أنواع الفتن والمغريات، وصار الشاب يخاف على نفسه وسط تلك الأمواج العاتية، والأعاصير المدمرة. ؟ و هــل يـمـكـن أن يكــون ذالك سببــا لطـلـب الــرزق؟ نـرجـو الإفــادة والنـصـيـحـة ؟
أثـابكم الله وعـظـم أجـركم .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في إبرام عقد النكاح قبل عمل الوليمة أو الزفاف, وإذا انعقد النكاح صحيحا بشروطه أباح ذلك للرجل من خطيبته التي عقد عليها ما يباح للرجل من زوجته, إلا أنه ينبغي مراعاة العرف إن كان يمنع الدخول بها قبل عمل الزفاف دفعا للحرج ومنعا للخصومة والتنافر وتأليفا للقلوب وهي مقاصد شرعية معتبرة ، وإن مكنت الزوجة زوجها من نفسها فدخل بها أو امتنع هو فلها نفقتها ولو لم يعمل الزفة ووجب لها مهرها كاملا, وقد فصلنا القول في ذلك في الفتويين رقم : 63572 ، 2317 ، وطلب العفاف لمن خشي على نفسه العنت واجب إن استطاع وإن لم يخش ذلك فيندب له تعففا وهو العاصم بإذن الله من تلك الفتن فقد قال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . متفق عليه ، وانظر الفتويين رقم: 1087 ، 1968 .
وأما هل يكون النكاح سببا في الرزق فالجواب نعم لقوله تعالى : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 32 } وفي الحديث عند الترمذي وغيره يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف . وقد بينا ذلك مفصلا في الفتوى رقم : 66796 ، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها .
والله أعلم .