السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً أعاني من مشاكل نفسية، حيث إنني لا أنام الليل فأستيقظ على كوابيس مزعجة جنسية وفي بعض المرات أحس بأحد يلمسني يريد أن يمارس معي الجنس، لكن أقرأ القرآن وأجاهد عدة مرات كما أحس بوخز أبر على وجهي ورجلي خصوصاً رجلاي بالليل، وعندما أسمع القرآن، جاء عندي أخ قرأ علي القرآن وقال لي بأن الجني لم يستطيع الدخول بعد وهو يحاول مضايقته، كما أنني أسمع أحداً يناديني دائماً باسمي، فأفيدوني جزاكم الله خيراً، وجعله في ميزان حسناتكم، وأنا أعمل ولا أنام منذ ثلاثة شهور، رغم أنني أحافظ على الوضوء قبل النوم وعلى قراءة القرآن بالماء وشربه وعلى قراءة القرآن كل يوم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج كربتك ويحفظك من شر كل ذي شر، ونوصيك بالاستعانة بالله والالتجاء إليه، فهو ملجأ المضطرين وغياث الملهوفين ومجير المستجيرين، ونوصيك بالبعد عن المحرمات بجميع صورها، وبأن تكثري من قراءة سورة البقرة وخصوصاً الآيتين الأخيرتين منها، وبتكرار آية الكرسي، لما في الحديث: اقرءوا سورة البقرة, فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم. وفي حديث آخر: إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان. رواه الترمذي والحاكم والطبراني وقال الهيثمي: رجاله ثقات وصححه الألباني.
وفي البخاري: أن الشيطان قال لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: صدقك وهو كذوب.
وحافظي على قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا كل مساء وكل صباح، لما في الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك كل شيء. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
وحافظي على الأذكار المقيدة والمطلقة، ففي الحديث: وآمركم بذكر الله كثيراً, وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وأكثري من الصدقات وسؤال الله العافية، والدعاء آخر الليل وفي السجود، فإن الله تعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.
والله أعلم.