السؤال
مشكلتي أنني حساسة كثيراً ودائماً أفكر في كلام الناس عني حتى أنني قد أوذي نفسي حتى أرضي الآخرين، لكن أحياناً قد تصادف مصائب يصاب بها أحد من أعرفهم في وجودي فأحزن لأنني أتخيل أنه الآن سيفكر أنني أحسده وأن عيني تحسد بالرغم من أنني لا أحب أن أظهر للشخص إعجابي بشيء عنده حتى لا يفكر أنني أحسده إذا زال، أخاف أن تكون في هذه الصفة، فماذا أفعل؟ وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الأفضل للمرء هو ترك التفكير فيما عند الآخرين، لأن ذلك يؤدي غالباً إلى الحسد، والحسد هو أصل العين كما بين ذلك أهل العلم، قال ابن القيم: الحسد أصل الإصابة بالعين، وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته، بل بطبعه. وهذا أرادأ ما يكون من النوع الإنساني. انتهى من الموسوعة الفقهية.
واعلمي أن للحسد أضراراً بالغة على صاحبها، وقد نهى عنه الشرع الحنيف، روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا.... وروى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقال الحسن رحمه الله: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد نفس دائم، وحزن لازم، وعبرة لا تنفد. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تعادوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. ولك أن تراجعي للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 69659.
ثم اعلمي كذلك أنك لست مطالبة بإيذاء نفسك من أجل إرضاء الآخرين، ولا ينبغي أن تتخيلي أن الناس سيفكرون في أنك تحسدينهم، فتلك وساوس يحسن لك أن تبعديها عن نفسك.
والله أعلم.