السؤال
أنا طالب أدرس في إحدى الجامعات وأسكن مع مجموعة من الشباب الذين يدرسون في نفس الجامعة وأسكن في غرفة مع زميل لي ونحن أصحاب (أنا وزميلي الذي يسكن معي في الغرفة) منذ كنا ندرس في المدرسة الإعدادية وعندما دخلنا هذه الجامعة شعرت بأني أرتاح لهذا الشخص وأشعر وكأن شيئا يجذبني إليه ولا أستطيع أن أفارقه, وعندما نفترق أظل أفكر فيه وأرسل إليه الرسائل الهاتفية وأتصل به ودائما أختار الرسائل التي تعبر عن حبي له, وكذلك أحاول أن لا أغضبه بشيء فإن أحسست بأنه متضايق مني سارعت إلى التأسف منه لأني لا أقدر على غضبه, بل لقد صارحته بأني أحبه حبا شديدا وأني أشتاق إليه عندما يفارقني، وأنا الآن ألاحظ أن الأمور تتطور حتى إنني عندما أتحدث معه أو أرسل له رسالة هاتفية فيها شيء من إظهار المشاعر أو حتى الكلام العادي أو حتى تركيز النظر إليه أشعر بخروج المذي وأضطر إلى الذهاب لدورة المياه لأغسل ملابسي، أما هو فلا يعيرني أي اهتمام لأنه قد يكون ملّ من كثرة الكلام عن الحب والرسائل التي تذكر الحب، وسؤالي: هل هذا يعتبر من العشق، فإن كان عشقا فأرجو منكم توضيح العلاج وكيفية التخلص من هذا الأمر بالتفصيل، وإن لم يكن عشقا فماذا يمكن أن يكون، مع بيان خطوات التخلص من هذا الأمر، أرجو المساعدة والإفادة بالعلاج بالتفصيل؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحب الواقع بين شخصين أنواع: فهناك الحب الطبيعي، كالحب الحاصل بين الأخت وأختها، والأم وأولادها، والأب وأبنائه.
وهناك حب شرعي ناشئ عن وجود التآخي في الله عز وجل، وعلامته أنه يزيد بازدياد الطاعة، وينقص بنقصانها، وهذا الحب هو الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. متفق عليه.
وهناك حب شهواني، كحب الرجل للمرأة والعكس، ومنه ما هو محمود كحب الزوج زوجته والزوجة زوجها، ومنه ما هو محرم مذموم كالحب الذي تعارف عليه كثير من الناس اليوم بين رجل وامرأة لا تربطهما علاقة زوجية.
ومن هذا النوع المحرم ما يكون باعثه الشذوذ، كتعلق الرجل بالرجل، والفتاة بالفتاة، وهذه الظاهرة الشاذة تسمى في بعض المجتمعات بالإعجاب، وحقيقتها هي أنها من العشق المحرم، ولهذا العشق مفاسد ومضار متنوعة منها: انصراف الإنسان عن ربه وخالقه إلى مخلوق ضعيف يضره ولا ينفعه، ومنها: حصول الهم والغم في الدنيا، والعذاب في الآخرة؛ ما لم يتداركه الله برحمته، ومنها: استدعاؤه صوراً من الحرام، كالنظر واللمس والتقبيل بشهوة، وربما قاد الرجل إلى اللواط، والمرأة إلى السحاق، وهذا هلاك محقق.
والذي رأيناه من حال السائل أنه على شفا هلكة كاد يقع فيها، فقد بدأت تظهر عليه علامات الشهوة تجاه صاحبه المذكور، وهذا ما يؤيد القول بأن استمرار العلاقة بهذا الشخص على النحو المذكور أمر محرم ومذموم، والواجب عليه أن يبحث عن علاج فوري لكبحها، فإن لم يجد علاجاً أو استغرق ذلك وقتاً فليقطع العلاقة التي بينهما فوراً، ولمعرفة علاج هذا النوع من العشق راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9360، 5450 .
والله أعلم.