السؤال
فإني أطلب من فضيلتكم كلمة تشد بها همتي أمام فتن الدنيا وأرجو أن ترشدني إلى طريقة أوجد من خلالها ثقة بالنفس وعزيمة لتحقيق أهداف لعلها تخدم الإسلام و المسلمين فأنا كلما تحمست أو قررت القيام بنقلة في حياتي (من الكسل إلى الجد والعمل) وجدت نفسي تجرني إلى الكسل والخمول أثناء أول خطوة أخطوها نحو التغيير. على فكرة أنا في 20 من العمر.
جزاكم الله كل خير وثبت الله أجوركم لما يصل للمسلمين من الفائدة ولا تنسونا من صالح دعائكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوالك، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى. وإننا ننصحك بأن تستعين بالله تعالى في جميع أمورك، وأن تعلم أن الله تعالى سيجعل لك مخرجا؛ إن اتقيته باتباع أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2،3} فعليك إذا بما يقوي إيمانك من أداء الصلوات في أوقاتها، والإكثار من النوافل في القيام والصيام، ولا بد لتقوية العزيمة من وضع هدف تسعى إليه، فإن الإنسان بدون هدف يضعف سعيه، ويقل عزمه، ولتكن نيتك في هذا ابتغاء مرضاة الله، لأنك إذا عملت لله، كان عملك متقنا ودؤوبا، لعلمك وأنت تعمل أن الله يراك ويرى أعمالك، وعليك كذلك بكثرة ذكر الله، فإنها باب للفرج، وقد كان من أذكاره صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال. رواه البخاري ومسلم.
ومما يزيد في نشاطك قيام الليل، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. رواه البخاري ومسلم.
وفي سنن الترمذي عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد. وحسنه الألباني في إرواء الغليل.
وإننا لنوصيك بأن ترقى بنفسك نحو المعالي وتسلك بها مدارج الصلاح والكمال، ومن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل، وإياك والتسويف، واحذر ليت ولعل وسوف ولو أني...، ولا تؤخر عمل اليوم إلى الغد، وما بلغ من بلغ إلا بالجد والعمل، لا بالتسويف والكسل.
والتقوى باب من العلم وإلى العلم والعمل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ {الأنفال:29} فرتب الله على التقوى خيري الدنيا والآخرة، وبين تعالى أن من ثمار التقوى الفرقان، وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، والصواب وغير الصواب.
وانظر يا أخي الكريم إلى الأسباب التي أضعفتك وحاول أن تتخلص منها، وارفع يديك إلى ربك الكريم الذي بيده أمرك كله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين. رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وصححه الألباني ، ونرشدك أخي الكريم أن تطالع الفتوى التالية لعل الله ينفعك بها، وتجد فيها بغيتك، وهي برقم: 9525
والله أعلم .