السؤال
أنا فتاة غير متزوجة وأبلغ من العمر30سنة، تكمن مشكلتي أن لدي شهوة كبيرة ومتواصلة وتثور شهوتي لأبسط الكلام، قد يكون الكلام عاديا جداً ولكنه يثيرني، وأمنع نفسي عن أي وسائل للتغلب عليها خوفاً من الله. ولم يرزقني الله سبحانه إلى الآن الزوج الصالح وأنا دائمة الدعاء له. فبماذا تنصحني أيها الشيخ الفاضل؟ أرجو أن تدعو لي أن يرزقني الله زوجاً صالحاً لأعف نفسي ؟وجزاكم الله خيراً
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنرجو من الله العلي القدير أن يرزقك زوجاً صالحاً لتعفي به نفسك عن الحرام . وننصحك بأن تعرضي نفسك على الرجال الذين تتوسمين فيهم الدين والخلق لتتزوجي منهم ، واعلمي أن عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه ، أوفضله أو علمه أو غير ذلك من الأغراض المحمودة جائز شرعاً ولا غضاضة فيه . فقد أخرج البخاري من حديث ثابت البناني قال : كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة له ، قال أنس : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها ، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها واسوأتاه! قال : هي خير منك ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها . وقد أخرج البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه حين تأيمت من خنيس ين حذافة السهمي رضي الله عنه . وقد عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه على موسى عليه الصلاة والسلام المشار إليه بقوله تعالى : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ {القصص : 27}
وفي انتظار أن يرزقك الله بالزوج الصالح ، فعليك بالإكثار من الصيام ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء . رواه البخاري ومسلم .
والله أعلم .