السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد .....
أستاذي الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي ..
أنا فتاة قد أنهيت دراستي الثانوية منذ عدة سنوات بنسبة 81% ولم أستطع دخول الجامعة بسبب التكاليف الباهظة مع العلم أن أمي قطرية الجنسية ونحن ستة أفراد نعيش مع أمنا على راتبها وفي زماننا الصعب هذا لا يكاد ما تستلمه من راتب يكفي لشيء .
ونظراً لهذه الظروف قررت أن أعمل إلا أن هذا الأمر يكاد يبدو من المستحيلات , سيدي الفاضل أنا إنسانة محجبة ملتزمة ولا أضع المكياج وغيرها من الطيب عند الخروج الأنه من التبرج ولعن الله من خرجت من بيتها متبرجة , لذلك كثيراً من الأحيان عندما أتقدم لوظيفة معينة يقومون بالاتصال بي ويبشرونني بالقبول وعلي القدوم من أجل مقابلة المسؤول شخصياً ولكن عند رؤيتي يرفضون توظيفي ولا يتسنى لي مقابلة المسؤول عن التوظيف وتبدأ سلسلة من الحجج الواهية كالمسؤول لديه اجتماع أو خرج منذ قليل أو أني أتيت في اليوم الخطأ وأنهم سيتصلون بي لتحديد يوم آخر وطبعاً لا يفعلون حتى في وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية وقد مرت سنين على هذا الحال , ومع غلاء الأسعار وارتفاعها أصبحت الحياة أصعب فأصعب خاصة بالصيف حيث تتوقف المدارس عن العمل ولا يكون هناك راتب تستلمه أمي .
وفي الآونة الأخيرة بدأت أتعرض لضغط من أخواتي المتزوجات وبعض صديقاتي , يقولون إني إذا أردت العمل فلا بد من وضع المكياج والعطور والبخور والطيب وأن أتحدث مع المسؤولين وأضحك معهم وأن أكون سلسة وبذلك سأحصل على أفضل وظيفة وأكبر راتب ممكن , وأني أستطيع أن أقوم بهذا الأمر لفترة وجيزة حتى أثبت في وظيفة معينة ثم أعود كما كنت من الالتزام وأن أستغفر الله وسيتوب علي ، فالضرورات تبيح المحظورات .
سيدي الكريم لقد بدأت أعيش صراعاً مريراً في الآونة الأخيرة فهل أفعل ما يريدون أم أبقى على ما أنا عليه فوالله لولا الحاجة ما خرجت من بيتي ويؤرقني فكرة أن يصيب أحد والديّ الشر قبل أن أتمكن أن أرد لهما جزءا بسيط من جميلهما علي من تربية وغيرها ... فإني أتمنى أن أرسل والديّ للحج خاصة أمي لأنها لم تحج من قبل أبداً أو تعتمر , وأن أكمل دراستي .
وأعتذر عن الإطالة فأفيدونا أفادكم الله