السؤال
نحن مسلمون مقيمون في الصين، نعاني من عدم تمكننا معرفة بدء رمضان وانتهائه بشكل صحيح في كل عام، لكون أن ساعتنا تسبق البلدان العربية بحوالي خمس ساعات، فتقرر الجمعيات الإسلامية تأخير الصيام والإفطار يوماً ربما كي لا نصوم ونفطر قبل إخواننا في الحرم المكي الشريف، فكل عام نفطر أول يوم من رمضان كانت السعودية مثلاً قد صامته، ونصوم أول يوم من عيد الفطر عندهم، وهذا ما يؤلم قلوبنا. فما الحل؟ أفتونا، وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليكم في هذه المسألة أن تتعاونوا فيما بينكم، وتكوّنوا لجنة شرعية تضم مجموعة من العلماء وأصحاب التجربة والخبرة لتحري رؤية الهلال في بلادكم، حتى لا تقعوا في الحيرة والاضطراب كل عام بخصوص الفطر والصوم، ولا بأس بالاستعانة بمسلمين آخرين من إحدى البلدان المجاورة لكم، وفي حالة عدم تمكنكم من معرفة بدء رمضان أو انتهائه يمكنكم الصوم أو الفطر حسب رؤية البلد المجاور، وما دمتم في (الصين) وتسبقون (مكة) بحوالي خمس ساعات، فلا يمكن أن تصوموا وتفطروا حسب أهل مكة، بل الواجب عليكم تحري الهلال، فإذا تمكنتم من رؤيته وجب عليكم الصوم أو الفطر بمقتضى الرؤية، ولو لم توافقوا أهل مكة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- خاطب عموم المسلمين بقوله: صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين. متفق عليه.
وعند النسائي بسند صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة. وعند مسلم: فإن غُمّ عليكم فصوموا ثلاثين يومًا.
ولا يخفى أنه قد تقرر العمل باختلاف المطالع منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، وقد أفتى بالعمل بذلك المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيره.
والله أعلم.