السؤال
تركني منذ الشهر الأول للحمل وقال إنه سيعود بعد الوضع، لكنه اتضح في هذه الفتره زواجه من أخرى وعندما وضعت طلقني، ليست هذه هي المشكلة بل ظلمني وأنا على ذمته والآن يسبني ويشتمني لأن نساءه يحيكين الأقاويل والافعال وينسبونها لي ويهدد بأخذ المولود إن استمررت في تخريب حياته، بل تمادى في ذلك ومنع أهله من مواصلتي، هل يحق لي أن أدعو عليه بأن يحرمه الله من كل شيء لأنه ظلمني، وماذا أفعل لأنه هددني إن أخبرت أهله بأخذ المولود مني فلا أجد إلا الدعاء رغم خوفي أن يكون لي مثله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز له أن يظلمك ولا أن يشتمك سواء كنت في عصمته أو خارجها، وما يحصل من ذلك قد يكون ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لك، فنسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهمك الصبر، وأن يبدلك زوجاً خير من زوجك، وأن يعينك على طاعته والبعد عن معصيته إنه سميع مجيب.
وننصحك أيتها الأخت الكريمة بأن تستعيني بالصبر والصلاة؛ كما أرشد المولى سبحانه وتعالى في قوله: اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {البقرة:153}، وقوله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقد بينا في الفتوى رقم: 56472 فضل الصبر على البلوى فلتراجعيها.
وأما قولك هل يجوز الدعاء عليه فالجواب عنه أنه يجوز للمظلوم أن يدعو على من ظلمه، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وقد أحسن من قال:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقد فصلنا القول في ذلك وبينا ضوابطه في الفتوى رقم: 23857، والفتوى رقم: 22409.
وأما الولد فأنت أولى بحضانته ولا يجوز له أن يأخذه منك ما لم تتزوجي أو يصير الولد مميزا فيخير بين أيكما شاء صحبته، كما بيناه في الفتوى رقم: 1251.
والله أعلم.